فضيلة الإمام الأكبر الدكتور : أحمد الطيب شيخ الأزهر
التعريف بمنصب شيخ الأزهر
شيخ الأزهر هو شيخ أكبر مؤسسة دينية في مصر، والمسئول
عن الجامع الأزهر وجامعة الأزهر، يتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شؤونه
الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر، وهو من المرجعيات المؤثرة في العالم الإسلامي، بدأ المنصب رسميًا عام 1090 هـ/1679 م، وتعاقب عليه حتى الآن اثنان وأربعون عالمًا، كان
أولهم الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي، وكان تنصيب شيخ الأزهر يتم باتفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه ثم يقومون بإخطار ديوان أفندي سكرتير عام ديوان القاهرة،
ليقوم بإبلاغ الوالي العثماني باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الاختيار. وفي عهد محمد
على باشا بدأ تدخل الوالي في تعيين شيخ الأزهر.
وفي سنة 1239
هـ / 1911 م في عهد المشيخة الثانية للشيخ سليم البشري، أنشئت هيئة كبار علماء الأزهر بموجب القانون رقم 10 لسنة 1911، وتكونت من كبار علماء
المذاهب الأربعة، ونص قانون الأزهر وقتها على أن يكون اختيار شيخ الجامع الأزهر من
بين جماعة كبار العلماء. ثم يرسل اسمه إلى القصر الملكي فيوافق
عليه ويصدر بالموافقة أمر ملكي دون تدخل من القصر في اختياره.
في عهد الرئيس جمال عبد الناصر صدر القانون رقم 103 لسنة 1961، المعروف بقانون تطوير الأزهر، وحُلت
بموجبه هيئة كبار العلماء ليحل محلها مجمع البحوث الإسلامية قائمًا بواجباتها ويتكون المجمع من 50 عضوًا، ويختار شيخ الأزهر بشكل
عام من بين أعضاء المجمع ويكون رئيس الجمهورية وحده هو صاحب القرار، على أن يُعين ولا يُقال
وفي17
يوليو 2012 أُعيدَت هيئة كبار العلماء مرة أخرى،
وأُعطيت عدة اختصاصات من ضمنها انتخاب شيخ الأزهر وترشيح مفتي
الديار المصرية والبت في الأمور الدينية.
حيث يتم اختياره بطريق الانتخاب من بين
هيئة كبار العلماء المرشحين لشغل المنصب على أن يكون حاملًا للجنسية المصرية وحدها ومن أبوين مصريين مسلمين، أن يكون من خريجي إحدى الكليات
الأزهرية المتخصصة في علوم أصول الدين والشريعة والدعوة الإسلامية واللغة العربية، وأن يكون قد تدرج في تعليمه قبل
الجامعي بالمعاهد الأزهرية. وتختار هيئة كبار العلماء لهذا المنصب ثلاثة من بين
أعضائها عن طريق الاقتراع السرى في جلسة سريه يحضرها ثلثا عدد أعضائها على الأقل،
ثم تنتخب الهيئة شيخ الأزهر من بين المرشحين الثلاثة في ذات الجلسة بطريق الاقتراع
السرى المباشر ويصبح شيخا للأزهر إذا حصل على الأغلبية المطلقة لعدد أصوات الحاضرين،
ويُعين في منصبه بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية، ويعامل معاملة رئيس مجلس
الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش.
شيخ الأزهر يُعرف أيضًا بـ الإمام
الأكبر وهو صاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية وفي كل
ما يتعلق بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرئاسة والتوجه في كل ما يتصل بالدراسات
الاسلامية في الأزهر وهيئاته ويرأس المجلس الأعلى للأزهر.
تولى مشيخة الأزهر 44 شيخًا من علمائه،
أولهم الشيخ محمد الخراشي، وآخرهم أحمد الطيب، كان أطولهم مكوثًا في المنصب الشيخ محمد الخراشي؛ حيث مكث 34
عامًا، وأقصرهم مدةً عبد الرحمن النواوي حيث مكث شهرًا واحدًا. وتولى المنصب مرتين 6 شيوخ هم: محمد المهدي العباسي وشمس الدين الأنبابي وحسونة النواوي وسليم البشري ومحمد المراغي وعبد المجيد سليم.
حمل اسم محمد 14
شيخًا، وأحمد 5
شيوخ، وعبد الرحمن 4 شيوخ، وإبراهيم 4 شيوخ، وحسن 3
شيوخ، وعبد الله شيخان.
الدكتور: أحمد الطيب
هو أحمد محمد أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر منذ 19مارس
2010 م والرئيس السابق لجامعة الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين وهو أستاذ في العقيدة
الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع
الفرنسية إلى العربية وعمل محاضرا جامعيا لمدة بفرنسا ولدية مؤلفات عديدة في الفقه
والشريعة وفى التصوف الإسلامي.
وينتمي الطيب إلى أسرة صوفية ويرأس أخوه محمد الطيب الطريقة الصوفية
الخلوتية.
مولده وتعليمه
ولد الشيخ الطيب في القرنة بالأقصر جنوب مصر والتحق بجامعة الأزهر حتى
حصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969 ثم شهادة الماجستير من جامعة
الأزهر عام 1971 ودرجة الدكتوراة عام 1977 في نفس التخصص من جامعة الأزهر.
الدرجة العلمية:
-
شيخ
الأزهر منذ 19 مارس 2010 حتى الآن.
-
رئيس
جامعة الأزهر (28-9-2003 حتى 19-3-2010).
-
عميد
كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان.
-
انتدب
عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنين) بأسوان.
-
انتدب
عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنين) بقنا.
-
معيد
ومدرس مساعد ومدرس واستاذ مساعد للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
مشيخة
الأزهر
في يوم 19 مارس 2010 أصدر الرئيس
محمد حسنى مبارك قراراً بتعيينه شيخاً للجامع الأزهر خلفاً للدكتور محمد سيد طنطاوي
الشأن المصري
عهد مبارك
كان
أحمد الطيب عضوًا بأمانة السياسات بالحزب الوطني وعندما
عين شيخا للأزهر رفض في البداية الاستقالة من الحزب الوطني الديمقراطي بذريعة عدم
وجود تعارض بين الاثنين ولكنه استقال من الحزب في النهاية. وعن احتمالية
تبعية الأزهر للنظام السياسي قال الطيب «إن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة على
عاتقها، لكن الأزهر لا ينبغي أن يكون ضد الحكومة؛ لأنه جزء من الدولة وليس مطلوباً
منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة، وعندما جئت شيخاً للأزهر وافق الرئيس مبارك على
استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني؛ كي يتحرر الأزهر من أي قيد.
ثورة 25 يناير
لخصت
الكاتبة زينب عبد اللاه موقف أحمد الطيب من ثورة 25 يناير على
أنه
حذرا
مشددًا على الحقوق المشروعة للشعب في
العدل والحرية والعيش الكريم وفي الوقت نفسه قلقًا ورافضًا أي عمل يؤدي إلى إراقة
الدماء وإشاعة الفوضى في البلاد». ففي بيان له يوم 29 يناير، وصف الطيب
مطالب المتظاهرين بالـ “عادلة" ولكنه حذر من الفوضى ومناشداً الجماهير
الالتزام بالهدوء.
ولكن
بوضوح ذكر الشيخ أحمد الطيب وذلك بعد خطاب مبارك الثاني متحدثاً عن التظاهر في
التحرير أن (المظاهرات بهذا الشكل حرام شرعاً) ودعوة للفوضى.
ثم
أعرب عن أسفه الشديد لاشتباكات موقعة الجمل مشددا
على ضرورة التوقف فورا عن العصبية الغاشمة، وكرر دعوته للشباب المتظاهر للتحاور. ودعا أيضا للتعقل ورأب الصدع والحفاظ على الأمن وقطع السبيل أمام
محاولات التدخل الأجنبي لأن «الأحداث يراد بها تفتيت مصر.
وبعدما
أعلن مبارك نقل
سلطاته إلى نائبه عمر سليمان، حذر الطيب من استمرار المظاهرات التي أصبحت «لا
معنى لها» و«حرام شرعا» بعد انتهاء النظام الحاكم وتحقيق مطالب الشباب ومن ثم زال
المبرر الشرعي للتظاهر.
بادر
الطيب في أبريل 2011 برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها كراتب منذ
توليه مسؤولية مشيخة الأزهر الشريف كما طلب العمل بدون أجر دعما للاقتصاد المصري
الذي كان يمر بأزمة بعد ثورة 25 يناير.
العلاقات الخارجية.
جمد
الأزهر الحوار مع الفاتيكان في 20 يناير 2011 إلى
أجل غير مسمى بسبب ما اعتبره تهجما متكررا من البابا بنديكت السادس عشر على
الإسلام ومطالبته بـ"حماية المسيحيين في مصر" بعد حادث تفجير كنيسة
"القديسين" بمدينة
الإسكندرية. بدوره اعتبر أحمد الطيب أن حماية المسيحيين شأن داخلي تتولاه الحكومات
باعتبار المسيحيين مواطنين مثل غيرهم من الطوائف الأخرى. ويرفض الأزهر إعادة العلاقات مع
الفاتيكان إلا بعد اعتذار صريح من البابا بنديكيت السادس عشر.
أعقبت
تلك التصريحات قطيعة مع الفاتيكان استمرت
خمس سنوات، التقى الشيخ الطيب بعدها لأول مرة البابا فرنسيس في
مايو 2016 بالمقر
الباباوي في الفاتيكان. أكد رجلا الدين خلال لقائهما على "رفض العنف
والإرهاب". أعقب ذلك لقاء ثانيا في مصر في أبريل 2017 خلال
زيارة البابا فرنسيس لحضور المؤتمر العالمي للسلام الذي
أقيم بقاعة مؤتمرات الأزهر، ثم لقاءا ثالثا في الفاتيكان في 7 نوفمبر 2017 للمشاركة
في الملتقى العالمي الثالث للسلام. التقاه الرابعة على هامش زيارته للفاتيكان في 16 أكتوبر 2018. وفي فبراير 2019 في العاصمة الإماراتية أبو
ظبي، التقى الطيب فرنسيس مجددا في القمة العالمية للأخوة الإنسانية، التي
نظمها مجلس حكماء المسلمين، ووقعا على وثيقة الأخوة الإنسانية.
وعن إسرائيل، يرفض
الطيب مصافحة شيمون بيريز أو التواجد معه في مكان واحد؛ لأن «مصافحته ستحقق
مكسباً، لأن المعنى أن الأزهر صافح إسرائيل، وسيكون ذلك خَصماً من رصيدي، وخَصماً
من رصيد الأزهر؛ لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات، وهو أمر لا أقرّه إلى
أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
في
مستهل فترته شيخا للأزهر رفض الطيب التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية الجديدة في المسجد
الأقصى، وعلل موقفه بأن تنديده لن يسفر عن جديد يذكر.
الكتب
العلمية
·
الجانب
النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
·
تعليق على
قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني.
·
بحوث في
الثقافة الإسلامية، بالاشتراك مع آخرين.
·
مدخل
لدراسة المنطق القديم.
·
مباحث
الوجود والماهية من كتاب المواقف، عرض ودراسة.
·
مفهوم
الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية (بحث).
·
أصول
نظرية العلم عند الأشعري (بحث).
·
مباحث
العلة والمعلول من كتاب المواقف: عرض ودراسة.
لماذا اختاره مبارك
ويكشف العزب
الطيب الطاهر، وهو من أبناء بلدة شيخ الأزهر وصحافي بالأهرام، حكايات وأسرارا أخرى
عن الإمام الأكبر إن الرئيس السابق حسني مبارك اختار الدكتور أحمد الطيب من بين 5
أسماء عرضت عليه لخلافة الإمام الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي في مشيخة الأزهر لسبب
آخر بعيدا عن كفاءته وعلمه وهو إجادة الطيب للغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.
ويضيف أن مبارك
كان وقتها يعالج في ألمانيا من سرطان البنكرياس في العام 2010، وتقدم له الدكتور
زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية بقائمة من 5 أسماء لاختيار شيخ للأزهر من
بينهم، فاختار مبارك الدكتور الطيب وقال إنه يجيد الفرنسية والإنجليزية وهذا ما
نريده في شيخ الأزهر حتى يقدم صورة الأزهر والإسلام للعالم بلغاته المختلفة ويكون
منفتحا على الآخر.
وقت تعيينه
شيخا للأزهر كان الدكتور الطيب رئيسا لجامعة الأزهر قادما إليها من منصبه السابق
مفتي مصر، وسأله الصحافي المصري وابن بلدته العزب الطيب عن سبب تخليه عن دار الإفتاء
وتوليه منصب رئيس جامعة الأزهر، رغم أن دار الإفتاء هي الطريق لمشيخة الأزهر رد
عليه الدكتور الطيب وقال له إن الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي كان وراء
تعيينه رئيسا للجامعة وتخليه عن دار الإفتاء، وقال له طنطاوي إن رئاسة الجامعة هي
الطريق له لمشيخة الأزهر، مضيفاً أن الاثنين كان بينهما مودة ومحبة وثقة وتقدير
متبادلين.
إرسال تعليق